لكل مقام مقال !!

كل مقام مقال : كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عدة مقامات يختلف فيه الخطاب من مقام إلى آخر ففي مقام السياسة كان ربما استعمل التورية حين سأله رجل من قريش من أنتم قال له من ماء وفي مقام الدعوة كان يستعمل الهدوء والحكمة ولين العبارة وفي مقام الإعلام يقول: أتحبون أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه وفي مقام التعليم كان يعطي لكل شخص ما يرى أنه بحاجة إليه ويبدأ بصغار العلم قبل كبارها وهكذا بقية المقامات . ومشكلتنا اليوم أن ثمة فئة تستخدم خطابا واحدا في كل المقامات وهذا ما سبب إرباكا كبيرا وجعل طبقة عريضة من الناس ينفرون من الدعاة إلى الله فهل نجعل لكل مقام خطابا ملائما.

[تعليق من صفحة “الحرية والبناء – حركة سلفية” على الفيس بوك]

لا يرض الناس عن الخالق !!

عن الربيع بن صبيح قال: قلت للحسن: إن ها هنا قوماً يتبعون السقط من كلامك، ليجدوا إلى الوقيعة فيك سبيلاً، فقال: لا يكبر ذلك عليك، فلقد أطمعت نفسي في خلود الجنان فطمعت، وأطمعتها في مجاورة الرحمن فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلاً، لأني رأيت الناس لا يرضون عن خالقهم، فعلمت أنهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم.

[نقلاً عن صفحة “أقوال من سلفنا الصالح” على الفيس]

رائعة من روائع الإمام الحسن البصري رحمه الله، فمن خالط الناس وعلم أخلاقهم، علم أنه لا سبيل إلا إرضاء واحد منهم، فضلاً عن إرضاء أكثر من ذلك، وإن كان يذكر أن هناك سبعة مستحيلات في هذه الدنيا – وهي أكثر من ذلك – لكن يضاف إليها “إرضاء الناس”، فكما قيل: “إرضاء الناس غاية لا تدرك” وقيل أيضاً: “من سعى لإرضاء الناس فقد سعى إلا ما لا يدرك” وقيل أيضاً: “مفتاح الفشل هو السعي لإرضاء الناس”، ومن ظن – مجرد ظن – أنه يمكن أن يرضي شخصاُ واحداً في هذه الدنيا – مهما كان هذا الشخص محباً له – فسيتضح له بجلاء أنه أمر مستحيل.

وما أعظم الله عزوجل !! – رب العالمين الذي له ملك السموات والأرض – يستيطيع العبد المؤمن أن يرضيه بأسهل من إرضاء أحد من البشر، لأن الله عزوجل – بجلاله وعظمته وكماله – لم يفرض على البشر ما لا يستطيعونه، بل ما فرض عليها إلا ما يقدرون عليه، ومتى ما أدى العبد ما يرضِ الله عزوجل به، فإن الله تعالى يرض عنه.

فاللهم ارض عنا، وارضنا !! واجعلنا من رضى الناس في يئس !!

لا تقام الدعوات بطرق غير شرعية

ولقد تدفع الحماسة والحرارة أصحاب الدعوات إلى اتخاذ وسائل وأساليب لا تستقيم مع موازين الدعوة الدقيقة، ولا مع منهج الدعوة المستقيم، وذلك حرصاً على سرعة انتصار الدعوة وانتشارها، واجتهاداً في تحقيق “مصلحة الدعوة”، ومصلحة الدعوة الحقيقية في استقامتها على النهج دون انحراف قليل أو كثير. أما النتائج فهي غيب لا يعلمه إلا اللّه، فلا يجوز أن يحسب حملة الدعوة حساب هذه النتائج، إنما يجب أن يمضوا على نهج الدعوة الواضح الصريح الدقيق، وأن يدعوا نتائج هذه الاستقامة للّه، ولن تكون إلا خيراً في نهاية المطاف).

[سيد قطب – في ظلال القرآن: ج 4 صـ: 2435) نقلاً من حائط الأستاذ عبدالرزاق العامري على الفيس بوك]

لفتة تكتب بماء الذهب، وسراجاً ينبغي على كل المنتسبين إلى العمل الإسلامي تمثله لاسيما “الإخوان المسلمون”، فطريق الحق لا ينبغي أن يُوصلَ لغايته إلا بالطرق الشرعية الصحيحة، فلا يستعجل الإسلاميون تحقيق الأهداف بالطرق المنهي عنها شرعاً مهما كانت، وينبغي ألا يتمثلوا مقولة “الغاية تبرر الوسيلة” فإذا كانت الغاية صحيحة شرعاً، فلا يكون تحقيقها إلا بوسيلة مقررة شرعاً.